الطقس المعتدل يفرض تعديلات على النبات والحيوانات
ادى الطقس المعتدل في نهاية العام 2014 الى تبدلات على صعيد النبات والحيوانات في اوروبا مع ازهرار اشجار الخوخ في ميلانو ونمو ازهار النرجس في لندن وعودة الدجاج الى وضع البيض في اسكتلندا فيما بدأ الهليون يظهر في منطقة الالزاس الفرنسية.
وتوضح باتريسيا ريبييو رئيسة جمعية منتجي الفراولة في دوردونييه (جنوب غرب فرنسا) “رؤية الفراولة في عيد الميلاد امر نادر لكنه يحصل”.
وتضيف منتجة الفراولة هذه “لكن ميزة هذه السنة اننا تركنا البيوت البلاستيكية مفتوحة من دون اي حماية حرارية. حتى ان والد زوجي الذي ينتج الفراولة منذ العام 1956 لم يسبق له ان رأي شيئا من هذا القبيل”
وتقول انها تستهلك هذه الفاكهة “الصحية وذات النكهة الغنية” او توزعها على اصدقائها بسبب توقف فترة تسويقها.
اما في جبال الالب الايطالية فيتم التزلج على العشب في غياب الثلوج وهو نشاط يمارس عادة في الصيف. وفي استكلندا ينعم مضمار رويال دورنوك لرياضة الغولف بالعشب النضر وهو مثالي لممارسة هذه الرياضة.
اما في ميلانو (شمال ايطاليا) فقد ازهرت اشجار الخوخ، وفي روما بات سكان المدينة يحصدون الموسم الثالث من الطماطم الكرزية من على شرفاتهم هذه السنة. وفي لندن باتت ازهار النرجس التي تؤشر عادة الى حلول الربيع، تزين حدائق العاصمة البريطانية.
وفي مناطق اخرى يلفت خصوصا نمو بعض الخضار بشكل مبكر. ففي منطقة الزاس في شمال شرق فرنسا، قطف بستاني هاو في 23 كانون الاول/ديسمبر حوالى كيلوغرام من الهليون الطازج استهلكها خلال عشاء عيد الميلاد اي قبل اربعة اشهر تقريا من موسمها الاعتيادي.
ويروي رينيه فولغهوغيل لوكالة فرانس برس “عنما رأيت رؤوس الهليون تظهر لم اصدق ما رأيته واتصلت بالجيران ليشهدوا على ذلك”.
فقبل ايام من عيد الميلاد نعمت حديقته بحرارة قاربت الخمس عشرة درجة مئوية مع شمس ربيعية. ويوضح “الهليون كان ممتازا كذلك الذي نستهلكه في الربيع”.
ميموزا مزهرة
وهذه الظاهرة تشمل ايضا نبتات الزينة البرية. فعلى الكوت دازور(جنوب شرق فرنسا) وفي منطقة الباسك (جنوب غرب فرنسا) ازهرت بعض ازهار الميموزا في حين ان البراعم الاولى لا تظهر عادة الا نهاية كانون الثاني/يناير.
وفي اسبانيا ساهمت الحرارة التي تزيد عن المعدلات الموسمية وقلة المتساقطات، في اندلاع حوالى الفي حريق في غابات شمال لبلاد.
ويشكل البستانيون اول الشهود على هذه التبدلات. ويقول ستيفان لونغيبيز المسؤول عن هيئة المتنزهات والحدائق العامة في ليل (شمال فرنسا) “يظن البعض انه مع الطقس الجيد كل شيء سينبت بشكل فضل. لكن بعض النبتات البصلية مثل ازهار التوليب، لن تزهر جميعها هذه السنة لانها تتطلب الاسترباع اي تعريضها لبرد شديد وهذا ما لم يحصل هذه السنة”.
اما زهور الفوشيا البرية التي ينتهي ازهرارها عادة في الخريف على ساحل المحيط الاطلسي في بريطانيا وايرلندا فلا تزال تزين في هذه الايام حدائق جزيرة ايسلاي الاسكتلندية.
وفوجئ ستيف وماري بافن وهمامن سكان الجزيرة بان الدجاجات التي يملكانها عادت لتبيض.
ويوضح ستيف “لانه لامر لطيف ان نحصل على بيض طازج خلال الشتاء لكنه مقلق ايضا اذ بعد هذه الحرارة المعتدلة جدا ستجصل امطار ورياح اقوى قريبا”.
ويقول هانز-يورغن باكهايزر مربي النحل البالغ 76 عاما في منطقة هالفر في رينانيا -شمال ويستفاليا (غرب المانيا) “من الملفت رؤية بعض ازهار تزهر بشكل كبير. ففي قفران النحل التي املكها تخرج 10 الى 15 نحل من الان للحصول على الرحيق. وهي تعتبر ان فترة الشتاء قد انتهت”.
بقلم انغوس ماكينون وجوردان برتران
بقلم انغوس ماكينون وجوردان برتران
تعليقات
إرسال تعليق