عندما حذر العالم ألبرت اينشتاين البشرية، قائلاً: “إذا اختفى النحل من كوكب الأرض سيختفي الإنسان بعده بسنوات قليلة”، كان يعي تماماً أن كل وسط بيئي يعمل فيه النحل هو وسط متوازن، وأن أي وسط تختفي منه النحلات العاملات، ستصاب أشجاره المثمرة وخضراواته بالعقم، وتختفي انواع من الاغذية المهمة جداً لاستمرار البشر، ويختل بذلك التوازن الغذائي، فتكثر الأمراض، وهذا بالفعل تهديد حقيقي لحياة الإنسان. هذا التحليل، للعالم المذكور، يؤكد وجود علاقة تبادليّة بين النحل والنبات والإنسان، فالنحل كي ينتج أنواعاً نقية من العسل، يحتاج الى بيئة نظيفة خالية من التلوث، كما يحتاج الى نبات نظيف من كل أنواع المبيدات الحشرية السامة، ولكن النشاط البشري يساهم بانبعاث الغازات السامة التي تلوث كل اشكال الحياة الطبيعية، خصوصا لجهة استخدام المبيدات الحشرية والنباتية، والجدير ذكره أن العلماء لاحظوا تزايد أعداد النحل، بعد أن حظرت المفوضية الأوربية ثلاثة أنواع من المبيدات الحشرية السامة (راجع الرابط التالي:
. من جهتهم أجرى العلماء في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، مقارنة بين المناطق الزراعية التي ينشط فيها النحل، وتلك التي تتناقص فيها أعداده، فوجدوا أن إنتاجية المناطق الغنية بالنحل، مرتفعة، مقارنة مع غيرها من المناطق. وتلعب مظاهر التغير المناخي الواضحة وأهمها الأحوال الجوية المتطرفة (حرارة مرتفعة جداً صيفاً، وصقيع مميت شتاءً)، واختفاء الغابات حول العالم، وتكاثر بعض أنواع الحشرات والنبات على حساب أنواع أخرى، تلعب كلها دوراً أساسياً في اختفاء ما يقارب 30 بالمئة سنوياً من النحل في العالم. في سوريا والخطر الذي يهدد النحل في سوريا مزدوج، فهناك بالاضافة الى ظواهر التغير المناخي انعدام الأمن بسبب الحرب الدائرة في البلاد، الأمر الذي منع النحّالين السوريين خلال السنوات الست المنصرمة من نقل خلاياهم في انحاء البلاد، بحثاً عن مراعي ذات نباتات مزهرة طوال العام، وهذا ما يميز العسل السوري بتعدد المواسم والأنواع. ويعمل مربو النحل في سوريا، والبالغ عددهم ما بين 15 ألف إلى 20 ألف مربٍ على رعاية ما يقارب 650 ألف خلية، تنتج كل خلية ما بين 5 – 20 كلغ سنوياً، وهناك عشرة أنواع من العسل، هي: “عسل الكينا”، “عسل الكزبرة”، “عسل الوشنة”، “عسل عباد الشمس”، “عسل المحلب”، “عسل حبة البركة”، “عسل القطن”، “عسل الجيجان”، “عسل اللوزيات” و”عسل الشوكيات”، وتنتشر مراعي هذه الأعسال على امتداد البلاد. ويجمع هؤلاء المربون على أن أفضل مراعي النحل في سوريا موجودة في المنطقة الساحلية، بسبب مناخها المعتدل، غير أن أفضل أنواع العسل هي التي تنتجها محافظة السويداء والمناطق الصحراوية، ويشرح ذلك مربي النحل فيصل نويران لــــ greenarea.me، قائلاً: “في تدمر والبادية السورية تقطع النحلة مسافات كبيرة بحثاً عن زهرة أو نبات عطري (القبار المرير مثلاً). لتمتص رحيقه، على عكس تلك النحلة الموجودة في مناطق الساحل والمنطقة الوسطى من البلاد، حيث الطبيعة هناك غنية بالأزهار وأنواع النبات العطري والشجر الدائم الخضرة، لذلك تصنع نحلات المناطق الصحراوية أجود أنواع العسل، وأكثره فائدة لصحة الانسان”. ويضيف نويران: “لقد قتل ما يسمى بـ “النفيطة” وهم من يستخرج النفط بطريقة بدائية بإشعال حرائق تلوث بدخانها البيئة بشكل فظيع، وآلاف القفران من المناطق الشرقية والشمالية الشرقية”. فيما يشرح المربي عدنان ابراهيم من طرطوس لـ greenarea.me قائلا: “أقلقتنا مؤخراً ظاهرة اختفاء عدد من أنواع العسل، مثل عسل “الطيون، الديس، السرو والزعتر البري، وذلك يعود لأسباب عدة أهمها قلة الامطار، الرعي الجائر وحرائق الغابات (بسبب الحرب)، وهذه الحرائق أدت بشكل مباشر الى اختفاء أنواع عديدة من الزهور والنباتات العطرية في الجبال السورية (السنديان، الزعتر والقصعين) ، فيما تلعب المبيدات الحشرية التي تباع وترش في بساتين الحمضيات، دون أدنى ضوابط، دورا هاماً ورئيسياً في اختفاء تلك الأنواع من العسل”. في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب في سوريا ازداد عدد طوائف النحل من 10 آلاف طائفة عام 2002 إلى ما يقرب من 650 ألف طائفة عام 2011، وكان هناك مشروع وطني يهدف بغية الوصول إلى تحسين سلالة نقية للنحل السوري، لكن الحرب أدت إلى إيقاف العمل بالمشروع، وانحسرت تربية النحل بشكل عام بنسبة تتراوح بين 40 إلى 60 بالمئة. هل ستستمر الحرب على النحل في سوريا الى أن ينقرض كلياً، مهدداً بذلك الحياة البشرية في مهد الانسان الاول على شواطىء المتوسط… من يدري؟
عن"جربن أيريا"
29 عرض حلول استعادة وحماية الأكاديميات الوطنية تقدم حلولاً مستدامة لاستعادة وحماية الأنواع الحرجة بواسطة Sydney O’Shaughnessy الملقحات بما في ذلك الحشرات والطيور والخفافيش والحيوانات الأخرى ضرورية للزراعة والنظم البيئية الطبيعية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية. يعتمد حوالي ثلاثة أرباع جميع أنواع النباتات المزهرة على الملقحات للتكاثر ، بما في ذلك محاصيل الفاكهة والخضروات والبذور المهمة بالإضافة إلى المحاصيل الأخرى التي توفر الألياف والأدوية والوقود. في حين أن القيمة الاقتصادية والزراعية للملقحات واضحة ، تساعد هذه الأنواع أيضًا في الحفاظ على الأداء الصحي لمجموعة واسعة من النظم البيئية الطبيعية. ومع ذلك ، فقد انخفض عدد الملقحات بسرعة في السنوات الأخيرة ، وإذا استمر هذا الاتجاه ، فقد يعرض النظم الاقتصادية والزراعية والبيئية في الولايات المتحدة للخطر. عملت الأكاديميات الوطنية لعقود على تطوير حلول مستدامة لوقف تراجع الملقحات. تم تحديد أسبوع الملقحات الوطني باعتباره الأسبوع الثالث في يونيو من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي. لماذا تنخفض أعداد الملقحات؟ تختلف الأسباب اعتمادًا على ما إذا كان ...
تعليقات
إرسال تعليق